يبقى أنت أكيد في مصر!
|
||
عصام سالم | ||
|
||
عندما تذهب للاستمتاع بمباراة كرة قدم وتشجيع فريقك المفضل وترفع علمه وتهتف باسمه، ثم فجأه وبدون مقدمات تعود لأهلك في كفن.
يبقى أنت أكيد في مصر. وعندما تصحو مبكراً وترتدي ملابسك وترتب دفاترك وتستقل باصك لتذهب كعادتك كل يوم إلى المدرسة، وتُفاجأ بأن الباص يتجاوز المزلقان ليصبح وجبة شهية لأحد القطارات، وليصبح 51 طفلاً من حفظة القرآن الكريم، في لحظة، مجرد أشلاء متناثرة! يبقى أنت أكيد في مصر. وعندما يحاول أهالي بعض الناجين بأعجوبة من الحادث المروع إنقاذ أبنائهم ويدورون بهم على المراكزالطبية والمستشفيات، فلا يجدون أبسط أشكال العلاج فيتابعون أبناءهم وهم يموتون بين أيديهم. يبقى أنت أكيد في مصر! وعندما تقرر الحكومة منح أسرة كل فقيد عشرة آلاف جنيه فقط «ما يعادل حوالي 6 آلاف ريال قطري» وهو ما يزيد قليلاً على سعر الموبايل! يبقى أنت أكيد في مصر. وعندما تستجيب الدولة لمطالب الأطباء الذين يواصلون إضرابهم ويهددون باعتصام مفتوح، بغية تحسين أوضاعهم، وتقرر زيادة بدل العدوى من جنيه واحد إلى جنيه و16 قرشاً، بزيادة قدرها جنيهان سنوياً. يبقى أنت أكيد في مصر! وعندما تذهب إلى عملك، في أمان الله، كالمعتاد، وتُفاجأ بمن يعترض طريقك، في وضح النهار ويهددك بالسلاح لكي تترك له سيارتك، بالذوق أو بالعافية، أو على الأقل أن توقع على عقد التنازل عن السيارة، وبعد ساعات من فقد سيارتك يبدأ «الخاطف» في مساومتك لاستردادها نظير مبلغ معين من المال. يبقى أنت أكيد في مصر! وعندما تضع سيارتك في مكان آمن «من وجهة نظرك»، وتفاجأ بمن كسر زجاج السيارة واستولى على كل ما فيها تاركاً لك رسالة رقيقة تقول لك «مع خالص تحيات اللص الشريف». يبقى أنت أكيد في مصر! وعندما تقرر الفتاة أن تتسوق في «وسط البلد» أي وسط «زحمة» هائلة وفي «عز الظهر»، وتحرش بها أحد الشباب، وراح يطاردها بألفاظ يُعاقب عليها القانون، دون أن يتدخل أحد لإنقاذها، مهما تمادى وتجاوز ذلك المتحرش، ومهما علت صرخات الفتاة التي تتعرض لذلك الموقف غير الأخلاقي. يبقى أنت أكيد في مصر! وعندما تسير بسيارتك في الطريق الدائري «واحد من أهم الطرق الحيوية والسريعة في مصر» وتُفاجأ بأحد سائقي «التوك توك» يظهر أمامك، لا لشيء سوى لأنه يسير في الطريق العكسي، دون أن يأبه بتعليمات المرور، وأقلها أنه لا يجوز له أن يسير في ذلك الطريق، حتى لو كان يحمل رخصة قيادة من الأساس! يبقى أنت أكيد في مصر! ولوكنت من سكان مدينة الأسكندرية أو من زوّارها، فضع في اعتبارك أنك معرض للموت في أية لحظة، نظراً لأن العمارات تتعرض للانهيار المفاجئ على رأس سكانها أو على رأس سيئ الحظ الذي يقترب منها، وشخصياً تعرضت لتجربة، لولا ستر الله لكنت أحد ضحاياها، فحدث أن كنت أَمرُ في أحد شوارع الأسكندرية الشهيرة وفي اليوم التالي فوجئت بمن يقول لي «حمداً لله على سلامتك» فقلت له لم يحدث لي ما أستحق عليه تلك التهنئة، وإن كانت قواعد الذوق تفرض عليّ أن أشكرك عليها، فقال لي يا أستاذ فور عبورك أمس من هذا الشارع سقط حجر كبير من الطابق الخامس خلفك مباشرة، ولولا ستر الله لكنت الآن ضحية ذلك السقوط! وعندئذٍ قلت لنفسي لماذا أتفاجأ بتلك الرواية المرعبة، أليست تلك المشاهد باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في مصر. وعندما يشتبك رجال الجيش مع رجال الشرطة ويقتحمون أحد مراكزهم في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، ويصبح المشهد غير المسبوق حديث كل المصريين. يبقى أنت أكيد في مصر! ولا نملك إلا أن ندعو الله العلي القدير أن يحمي أرض الكنانة من كل سوء، وأن يعيد لها الأمن والأمان، تطبيقا لقوله تعالى «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين». ESSAMELDIN_SALEM@HOTMAIL.COM
الوطن القطريه
للذهاب الي المقال الاصلي اضغط هنا
|
الأحد، 21 أبريل 2013
قطر تدعم السياحه في مصر
مواضيع ذات صلة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)